في حافة الغرب
فنون وحرف من بلاد المغرب: المغرب، الجزائر، تونس
معرض “في حافة الغرب” يعرض أعمالًا فنّيّة وحرفيّة من بلدان شمال أفريقيا، ويشير إلى نقاط الالتقاء والتأثير التبادليّ بين الثقافة المحليّة في كل من المغرب، وتونس والجزائر، وبين أوروبا. يتكاتب اسم المعرض مع التسمية العربيّة لتلك المنطقة الجغرافية “المغرب الأقصى”، المكان الذي تغرب فيه الشمس. منذ الماضي القديم شكلت شمال أفريقيا، والمغرب بشكل خاص، نقطة الوصل بين الشرق الأوسط، أفريقيا التي جنوب الصحراء الكبرى وأوروبا. أدى هذا القرب الجغرافيّ إلى التقاء بين الثقافات الذي ترك بصماته على التجارة، والاقتصاد، والدين، والتقاليد، والحرف اليدوية.
يعرض المعرض مجوهرات، تمائم، أسلحة، أواني فخّار وأشغال يدوية مختلفة من القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، حين كانت بلدان شمال أفريقيا مستعمرات ومحميات أوروبية. تعرض هذه القطع، من ناحية، للتنوع الثقافي لشمال أفريقيا المؤلف من مجموعات عرقية مختلفة: البربر، المسلمين واليهود، وتستعرض من الناحية الثانية التدخل الأوروبي وتأثيره على الحرف التقليدية، من ناحية استخدام المواد وتقنيات الرسم.
أثار الاستعمار الأوروبي في بلدان شمال أفريقيا موجة اهتمام في تلك المنطقة بين الفنّانين الأوروبيين. نعرض في هذا المعرض نسخة عن اللوحة الزيتية للرسّام الفرنسيّ أوجين دلاكروا ولوحة زيتية للرسام الفرنسيّ ألفرد دوهودانك. كلاهما كان في رحلات في المغرب في القرن التاسع عشر ورسما سكان المكان سعيًا وراء العادات والتقاليد الشعبية. كما نعرض صور موسمية لمناظر وأبناء المكان. هذه الصور التي التقطها مصوّرون أوروبيون واستخدمت كبطاقات تذكارية للسائحين وللمستوطنين من أوروبا.
إلى جانب المعروضات التاريخيّة، يضم المعرض أعمال فنّيّة لفنّانين إسرائيليين معاصرين لهم أصول تاريخية في بلدان شمال أفريقيا: إيال أسولين، پنينة برقاي، جاك جانوا وميراڤ پيلغ. تعكس أعمالهم ذكريات شخصيّة ترتبط بالعائلة المُوسّعة وتراثهم. كما تشارك أعمال الفنّان الجزائريّ المعاصر، عادل عبد الصمد، الذي يتمعن في العلاقة المتواصلة والمعقدة بين فرنسا والجزائر.
وُلدت فكرة هذا المعرض من مجموعة د. داڤيد رواش الفنّيّة، ابن لعائلة مغربيّة جزائرية، هاجر في طفولته إلى فرنسا. كان جد د. رواش يعمل صائغًا في المغرب في القرن العشرين، والمجوهرات التي صنعها جده شكلت بداية هذه المجموعة. في نهاية سبعينيات القرن العشرين عمل د. رواش طبيبًا عسكريًا في مدينة الصويرة في المغرب، وتم اقتناء بعض قطع المجموعة من هناك. معظم المعروضات في هذا المعرض هي من هذه المجموعة، علاوة على قطع من مقتنيات خاصة ومن مجموعة متحف إسرائيل، القدس.