المعرض “من الإزنيق القدس” يعرض اللقاء بين عادة الفخار التركي وبين عادة الفخار الأرميني القدسي، وعلاقتهما بعادة  الفخار الصينية. مع أن كلّ منهما تمثل الزمان والمكان الذي نمت فيه، فهذه العادات كلها تتركز بالزخارف المُستوحاة من عالم النبات، وموصوفة بشكل أسلوبيّ وغني.

إن مصادر الفخار التركي هو بلاد فارس وسوريا، ولكن منذ أواخر المئة ال-١٥ تطوّرت عادة فخّار جديدة ومميّزة في المدن الازنيق وكوتوهايا التي بالغرب من مرتفع الاناضول. هذه العادة تدمج الفنون الإسلامية التركية مع أسلوب الاشكال الايضاحية الفارسية وفنون الكيراميكا الصينية. ان اللقاء مع الكيراميكا الصينية بدأ بعد استيراد أدوات الكيراميكا الصينية لساحة السلاطين العثمانيين واكتشاف الفخار المحلي الذي له علاقة بهذه العادة الجديدة من الفخار. ان موضوع الاشكال الايضاحية المركزي لهذه القطع من الفخار والطين المستوحاة من الإزنيق ومن كوتوهايا هو الورود وزخارف نباتية موصوفة بأسلوب طبيعي.

إن الرّابطة بين عادة الفخّار التركية وبين القدس بدأت في المنتصف الأول من القرن  ال-١٦على يد السّلطان التركي سليمان “الفخم”(١٤٩٤- ١٥٦٦)، حاكم الامبراطورية العثمانية، الذي تعهّد تجديد قطع بلاط الجدران الخارجية لمبنى قبّة الصخرة بالقدس. حيطان المبنى، من القرن السابع، غُلّفوا من جديد ببلاط من الكراميكا المُزجّجة حسب عادة الفخّار التركية. إن وجود  قطع بلاط من تقاليد الفخار التركي في مبنى مركزي وكبير الأهمية أثر على الفخار القدسي المحلي. وفي القرن-١٨ و-١٩ بُدّلت بعضُ القطع بقطع جديدة قلّدت التصميم الأصلي.

مع بداية القرن العشرين، أدّت ظروف مشابهة الى لقاء آخر بين عادة الفخار التركي والمقدسي. في عام ١٩١٩ دُعي فنان الكيراميكا والمتخصّص الأرميني للصيانة ديفيد أوهانسيان للقدس لكي يصلّح قطع بلاط قبّة الصخرة من المئة ال-١٦. ولكي يقوم بالمهمّة، سافر ديفيد أوهانسيان الى تركيا، ثم عاد الى القدس مع مجموعة من فناني الكيراميكا الأرمينيين، وكان أشهرهم نيشان بليان ومجديتش كركشيان. ومن سوء الحظ، فان الهزّ ة الأرضية  التي حدثت في القدس عام ١٩٢٧ خلقت فجوة في الميزانية ممّا سبّب تجميد خطط الاصلاح. مع ذلك، فنانو الكيراميكا الارمينيين استقروا في القدس وشكلوا عادة  فخار مميّزة لا زالت موجودة في المدينة حتى اليوم..

في المعرض معروضة قطع بلاط وأدوات كيراميكا من الإزنيق ومن كوتوهايا من القرون ال-١٦ وال-١٨، وأدوات كيراميكا صينية من سلالات مينج وتشينج والتي استخدمت كمصدر الهام لهم. كذلك، معروضة بشكل مرتب قطع غلّفت مبنى قبة الصخرة  حسب عادة الفخار التركي من المئة ال-١٦ وقطع أرمينية من المئة ال٢٠، الى جانب رسمة الفنان لودفيج بلوم، الذي يعرض باسلوب طبيعي قبة الصخرة في عام ١٩٤٣. عادة الفخار الأرمينية المقدسية معروضة من خلال عمل فناني الماضي، ديفيد أوهانسيان، نيشان بليان، مجديتش كركشيان والفنانين الذين ما زالوا يعملون في المدينة وعلى رأسهم ماري بليان. كذلك معروض عمل الفنانة مارتة ريجر، فنانة معاصرة، التي تعمل وتبدع بالهام مُستوحى من نفس عادة الفخار الصيني التي أثرت على عادة الفخار التركي.

شارون لئورسيراك

قيّمة المعرض