يتمحور معرض “جذور” في نقطة التواصل بين تركيا والعالم الإسلامي التقليدي وبين التوجه الغربي الحداثوي الذي تغلغل إليها، ويعكس نظرة نقدية وحنينية إلى الأناضول ما قبل التصنيع.

تمتد تركيا على قارتين: أوروبا وأسيا. وتعكس حضارتها عملية تاريخية من تمازج الشرق والغرب. التواصل بين الثقافتين، الإسلامية واليونانية المسيحية، هو سيرورة من مئات السنين التي بدأت في القرن الحادي عشر مع الاحتلال الإسلامي للمنطقة. في كتاب الرحالة العثماني من القرن السابع عشر، توصف الفنون والعمارة التركية في الأناضول كعملية دمج بين أسلوبين: الإسلامي والمسيحي الأناضولي.

في القرن العشرين أضيف على سيرورة التمازج هذه جانب جديد: الانتقال من حكم السلطان في الامبراطوية العثمانية إلى الجمهورية والدولة القومية (1922)، والذي عزل تركيا عن ثقافتها التقليدية. والنسيج الاجتماعي، الثقافي والسياسي للدولة المتشكل من جديد، توجه أكثر نحو القيم الغربية. والفنون الغربية التي سبق وتغلغلت إلى الامبراطورية العثمانية في القرن التاسع عشر، تغلبت على الفنون التقليدية، وأصبحت مركز المنجز والثقافة في الدولة.

لم يتم التخلي نهائيًا عن الفنون التقليدية، مثل رسومات المنمنمات، فنون الخط، نسيج السجاد، التطريز، بل بقيت في أقسام الفنون في المؤسسات الأكاديمية والمدارس العامة. لكن الهويّة الفنّيّة العالمية للدولة تبلورت من قبل الفنون الأوروبية. وفي أيامنا، فإن التواصل بين العالمين ما زال ماثلًا في قلب النقاش العام، السياسي والثقافي.

الأعمال المعاصرة في هذا المعرض، هي ثمرة عمل سبعة فنّانين أترام: غولسين أكسوي، فتيح إيدودو، نزكات أكيجي، ميمد اردنر، سيدا هفسب، سيبل هوردا وسيبيل شانز، تعبر عن العلاقة مع الماضي والتقاليد التركية. وبعضها يستخدم تقنيات نموذجية تركية كانت مستخدمة منذ مئات السنين، مثل النسيج، والتطريز أو فن الخط. وإلى جانبها في المعرض: ثمان سجادات كليم قديمة ونادرة، هي أعمال تطريز تركية تقليدية وصفحات من فن الخط. تمت استعارة المعروضات القديمة من جامعي فنون ومن مجموعة متحف إسرائيل، القدس، وهي تعكس الفنون اليدوية التقليدية.

المعرض في متحف الحضارة الإسلامية والشرق الواقع داخل مسجد عثماني نموذجي من فنون العمارة التركية، وهو يربط المتحف مع جذوره. وموضوع المعرض – العلاقة بين التقليدي والمعاصر – ينسجم مع روح المتحف منذ تأسيسه، عبر تأكيده على الحوار واللقاء بين الماضي والحاضر، والشرق والغرب في الحضارة الإسلامية. شكرًا للفنّانين والجامعين على إعارة الأعمال للمعرض، والشكر الخاص لميري بن موشيه صاحبة الفكرة والتي رافقت عملية تطبيقها في المعرض الحالي.

قيّمات المعرض:

توتشة أرل , شارون ليئور سيرك